معلوم أن ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻧﻌﻴﻤﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَﻋَﺸِﻴًّﺎ ﻭَﻳَﻮْﻡَ ﺗَﻘُﻮﻡُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔُ ﺃَﺩْﺧِﻠُﻮﺍ ﺁﻝَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺃَﺷَﺪَّ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ﴾ [ ﻏﺎﻓﺮ 46 : ] .
ﻭﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ : ﴿ ﺳَﻨُﻌَﺬِّﺑُﻬُﻢْ ﻣَﺮَّﺗَﻴْﻦِ ﺛُﻢَّ ﻳُﺮَﺩُّﻭﻥَ ﺇِﻟَﻰ ﻋَﺬَﺍﺏٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ ﴾ [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 101 ] ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮُﻩ : ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻷﻭَّﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺬﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﺛﻢ ﻳُﺮَﺩُّﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺬﺍﺏ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ .
ﺃﻣَّﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻧﻌﻴﻤﻪ ﻓﻬﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﺑﻞ ﻗﺪ ﺻﺮَّﺡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴِّﻢ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮﺓ؛ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ : ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻣﺮَّ ﺑﻘﺒﺮﻳﻦ ، ﻓﻘﺎﻝ : )) ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴُﻌَﺬَّﺑﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳُﻌَﺬَّﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﻴﺮ؛ ﺃﻣَّﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﻝ ، ﻭﺃﻣَّﺎ ﺍﻵﺧَﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ .((
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ : )) ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ .((...
ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭَّﻝ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻵﺧﺮﺓ؛ ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮٍ ﺑﻜﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺒﻜﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻳﻘﻮﻝ : )) ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻭَّﻝ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻵﺧِﺮﺓ ، ﻓﺈﻥ ﻧﺠﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﺃﻳﺴﺮ ﻣﻨﻪ ،(( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ : ( ﺣﺴﻦ ) ، ﺍﻧﻈﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ : 1684 ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ."
ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻳﺘﻌﺮَّﺽ ﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﺑﺘﻼﺀﺍﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﻮٍّ ﻟﻢ ﻳﺄﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ؛ ﺣﻴﺚ ﻃُﺮِﺡ ﻭﺣﻴﺪًﺍ ، ﻻ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﻭﻻ ﻭﻟﺪ ، ﻭﻻ ﺃﺥ ﻭﻻ ﺻﺪﻳﻖ ...
ﻭﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻤﻠﻜﺎﻥ ( ﻣﻨﻜﺮ ﻭﻧﻜﻴﺮ ) ، ﻓﻴﻨﻬﺮﺍﻧِﻪ ﻭﻳﺴﺄﻻﻧﻪ : ﻣَﻦ ﺭﺑﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﺩﻳﻨﻚ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑُﻌِﺚ ﻓﻴﻚ؟ ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﺪِّﺩ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻫﻞ ﺳﻴﻨﻌﻢ ﻭﻳُﻔﺴَﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻣﺪَّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ، ﺃﻭ ﻳﻌﺬﺏ ﻭﻳﻀﻴَّﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺮﻩ ، ﻓﺎﻟﻘﺒﺮ ﺇﻣَّﺎ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﺃﻭ ﺣﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺣُﻔَﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺤﺼَّﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ؟
ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ :
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓٌ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ :
ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﺃﻣَّﺘﻪ ﺑﺎﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ؛ ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ :- )) ﺃﻛﺜِﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻫﺎﺩِﻡ ﺍﻟﻠﺬَّﺍﺕ ؛(( ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﻟﻤﻮﺕ؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ، ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ، ﺑﺄﺳﺎﻧﻴﺪ ﺻﺤﻴﺤﺔ .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻪ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
-1 ﻳﺰﺟﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ .
-2 ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
-3 ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻭﺟﻼً ﺧﺎﺋﻔًﺎ ، ﻓﻴﺄﻣَﻦ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ - ﻻ ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪٍ ﺧﻮﻓَﻴﻦ ﻭﻻ ﺃﻣﻨَﻴﻦ ، ﻓﻤَﻦ ﺃﻣَّﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺧﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ، ﻭﻣَﻦ ﺧﺎﻓَﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻣَّﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ .
-4 ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻰ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻓﻴﺠﻠﺲ ﻛﻞَّ ﻟﻴﻠﺔ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻓﻴﺪﻓﻌﻪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴِّﻢ : " ﻻ ﺑُﺪَّ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﻠﻪ ﺳﺎﻋﺔً ﻳﺤﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻩ ﻭﺭﺑﺤﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺠﺪِّﺩ ﻟﻪ ﺗﻮﺑﺔ ﻧﺼﻮﺣًﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻴﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ، ﻭﻳﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻻَّ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ، ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞَّ ﻟﻴﻠﺔ ، ﻓﺈﻥ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺑﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﻣﺴﺘﻘﺒِﻼً ﻟﻠﻌﻤﻞ ، ﻣﺴﺮﻭﺭًﺍ ﺑﺘﺄﺧﻴﺮ ﺃﺟﻠﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺭﺑَّﻪ ﻭﻳﺴﺘﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻪ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﺃﻧﻔﻊ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﻣﺔ ، ﻭﻻ ﺳﻴَّﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺐ ﺫﻟﻚ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻠﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ."
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ :
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﻳُﺜَﺒِّﺖُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﻘَﻮْﻝِ ﺍﻟﺜَّﺎﺑِﺖِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﻭَﻳُﻀِﻞُّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ﻭَﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺎ ﻳَﺸَﺎﺀُ
﴾ [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ 27 : ] .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺴﻌﺪﻱ : " ﻳﺨﺒﺮ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺃﻧﻪ ﻳﺜﺒِّﺖ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؛ ﺃﻱ : ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺘﺎﻡ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻭﻳﺜﻤﺮﻫﺎ ، ﻓﻴﺜﺒِّﺘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ، ﻭﻋﻨﺪ ﻋﺮﻭﺽ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﺯﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺒُّﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻯ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻣﺮﺍﺩﺍﺗﻬﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠَﻜَﻴﻦ ، ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻤﻴﺖ : ﻣَﻦ ﺭﺑﻚ؟ ﻭﻣﺎ ﺩﻳﻨﻚ؟ ﻭﻣَﻦ ﻧﺒﻴﻚ؟ ﻫﺪﺍﻫﻢ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ؛ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ : ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻧﺒﻴﻲ .
﴿ ﻭَﻳُﻀِﻞُّ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ﴾ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧِﺮﺓ ، ﻭﻣﺎ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ ﻭﻧﻌﻴﻤﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ، ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ، ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻋﺬﺍﺑﻪ ."
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ :
ﻳﻘﻮﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺭَﺑُّﻨَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺛُﻢَّ ﺍﺳْﺘَﻘَﺎﻣُﻮﺍ ﺗَﺘَﻨَﺰَّﻝُ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢُ ﺍﻟْﻤَﻼَﺋِﻜَﺔُ ﺃَﻻَّ ﺗَﺨَﺎﻓُﻮﺍ ﻭَﻻَ ﺗَﺤْﺰَﻧُﻮﺍ ﻭَﺃَﺑْﺸِﺮُﻭﺍ ﺑِﺎﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗُﻮﻋَﺪُﻭﻥَ * ﻧَﺤْﻦُ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺅُﻛُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﻭَﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﺸْﺘَﻬِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻜُﻢْ ﻭَﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﺪَّﻋُﻮﻥَ * ﻧُﺰُﻻً ﻣِﻦْ ﻏَﻔُﻮﺭٍ ﺭَﺣِﻴﻢٍ ﴾ [ ﻓﺼﻠﺖ : 30 - 32 ] .
ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ - ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ :- " ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﻓﺴَّﺮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻗﻮﻟﻪ : ﴿ ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺭَﺑُّﻨَﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺛُﻢَّ ﺍﺳْﺘَﻘَﺎﻣُﻮﺍ ﴾ [ ﻓﺼﻠﺖ : 30 ] ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻓﻤﺘﻰ ﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺧﺸﻴﺘﻪ ، ﻭﺇﺟﻼﻟﻪ ﻭﻣﻬﺎﺑﺘﻪ ، ﻭﻣﺤﺒَّﺘﻪ ﻭﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ، ﻭﺭﺟﺎﺋﻪ ﻭﺩﻋﺎﺋﻪ ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻛُّﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻤَّﺎ ﺳﻮﺍﻩ - ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻣﻠﻚ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻫﻲ ﺟﻨﻮﺩﻩ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺖ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻭﺭﻋﺎﻳﺎﻩ .
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺗﺮﺟﻤﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ :- )) ﻗُﻞْ : ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﺍﺳﺘﻘﻢ ؛(( ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ :
ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﺃﻫﻢِّ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧِﺮﺓ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﻭَﺃَﻧْﺠَﻴْﻨَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﺘَّﻘُﻮﻥَ ﴾ [ ﺍﻟﻨﻤﻞ : 53 ] ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﺠﻠﺐ ﻣﻌﻴَّﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞِّ ﺍﻷﻣﻮﺭ؛ ﴿ ﻭَﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣَﻊَ ﺍﻟْﻤُﺘَّﻘِﻴﻦَ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 194 ] ، ﻭﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻓﺘﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ؛ ﻟﺬﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺘﺰﻭُّﺩ ﻣﻨﻬﺎ؛ ﻗﺎﻝ - ﺗﻌﺎﻟﻰ :- ﴿ ﻭَﺗَﺰَﻭَّﺩُﻭﺍ ﻓَﺈِﻥَّ ﺧَﻴْﺮَ ﺍﻟﺰَّﺍﺩِ ﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﻥِ ﻳَﺎ ﺃُﻭﻟِﻲ ﺍﻷَﻟْﺒَﺎﺏِ ﴾ [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 197 ] .
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ : ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : )) ﻛﻞُّ ﻣﻴﺖ ﻳُﺨﺘَﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ، ﺇﻻَّ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻣُﺮﺍﺑِﻄًﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﻨﻤَﻰ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻳﺄﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ ؛(( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ .
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ : ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻓﻌﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻳﻜﺮﺏ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ :- )) ﻟﻠﺸﻬﻴﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺖُّ ﺧﺼﺎﻝ : ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻭَّﻝ ﺩﻓﻌﺔ ﻣﻦ ﺩﻣﻪ ، ﻭﻳﺮﻯ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻭﻳُﺠَﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻭﻳﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﺍﻷﻛﺒﺮ ، ﻭﻳﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺗﺔ ﻣﻨﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻳُﺰَﻭَّﺝ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ ، ﻭﻳﺸﻔﻊ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ؛(( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ : ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﺎﻫﺎ :
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ﺿﺮﺏ ﺭﺟﻞٌ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﺧﺒﺎﺀﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮٍ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺤﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻘﺒﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥٍ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺧﺘﻤﻬﺎ ، ﻓﺄﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲَّ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺿﺮﺑﺖ ﺧﺒﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮٍ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻴﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺧﺘﻤﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ :- )) ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺎﻧﻌﺔ ، ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ؛ ﺗﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ؛(( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ .
ﻭﻣﻤَّﺎ ﻳﻨﺠﻲ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺃﻳﻀًﺎ :
ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻗﺎﻝ : )) ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺇﻻ ﻭﻗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ ؛(( ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ : ( ﺣﺴﻦ ) ، ﺍﻧﻈﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ : 5773 ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ."
ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻷﻋﻠﻰ ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺧﺎﻟﺪ ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺟﺎﻣِﻊ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ ، ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻗﺎﻝ : " ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻟﺴًﺎ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺻُﺮَﺩ ﻭﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋُﺮْﻓُﻄَﺔ ، ﻓﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺗﻮﻓﻲ ﻣﺎﺕ ﺑﺒﻄﻨﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻤﺎ ﻳﺸﺘﻬﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻶﺧﺮ : ﺃﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ :- )) ﻣَﻦ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﺑﻄﻨﻪ ﻓﻠﻦ ﻳُﻌﺬَّﺏ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ،(( ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻵﺧَﺮ : ﺑﻠﻰ ؛" ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ : ( ﺻﺤﻴﺢ ) .
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻟﻠﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ :
ﺃﺧﺘﻢ ﻣﻌﻚ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻟﻠﻤﻮﺣِّﺪﻳﻦ ، ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ، ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻤﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻗﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺇﺫﺍ ﻭُﺿِﻊ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺇﻧﻪ ﻳﺴﻤﻊ ﺧﻔﻖ ﻧﻌﺎﻟﻬﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﻮﻟﻮﺍ ﻣﺪﺑﺮﻳﻦ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﻣﻨًﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺭﺟﻠﻴﻪ ، ﻓﻴُﺆﺗَﻰ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﻼﺓ : ﻣﺎ ﻗِﺒَﻠﻲ ﻣﺪﺧﻞ ، ﺛﻢ ﻳُﺆﺗَﻰ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ : ﻣﺎ ﻗِﺒَﻠﻲ ﻣﺪﺧﻞ ، ﺛﻢ ﻳُﺆﺗَﻰ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻩ ﻓﺘﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ : ﻣﺎ ﻗِﺒَﻠﻲ ﻣﺪﺧﻞ ، ﺛﻢ ﻳُﺆﺗَﻰ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻣﺎ ﻗِﺒَﻠﻲ ﻣﺪﺧﻞ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺟﻠﺲ ، ﻓﻴﺠﻠﺲ ﻗﺪ ﻣُﺜِّﻠﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻗﺪ ﺩﻧﺖ ﻟﻠﻐﺮﻭﺏ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃﺭﺃﻳﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗِﺒَﻠﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﻠﻲ ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺇﻧﻚ ﺳﺘﻔﻌﻞ ، ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻤَّﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻋﻨﻪ : ﺃﺭﺃﻳﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗِﺒَﻠﻜﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻣﺤﻤﺪ ، ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ - ﻭﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻴﺖ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﺖَّ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗُﺒﻌَﺚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻳُﻔﺘَﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺏٌ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺪَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﻏﺒﻄﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭًﺍ ، ﺛﻢ ﻳُﻔﺘَﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺏٌ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺪَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﻋﺼﻴﺘﻪ ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﻏﺒﻄﺔ ﻭﺳﺮﻭﺭًﺍ ، ﺛﻢ ﻳُﻔﺴَﺢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺫﺭﺍﻋًﺎ ، ﻭﻳﻨﻮﺭ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ، ﻭﻳُﻌﺎﺩ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﻣﻨﻪ ، ﻓﺘﺠﻌﻞ ﻧﺴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﻫﻲ ﻃﻴﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ : ﴿ ﻳُﺜَﺒِّﺖُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺑِﺎﻟْﻘَﻮْﻝِ ﺍﻟﺜَّﺎﺑِﺖِ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ... ﴾ [ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : 27 ] ﺍﻵﻳﺔ ، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺇﺫﺍ ﺃُﺗِﻲ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ، ﺛﻢ ﺃُﺗِﻲ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ، ﺛﻢ ﺃُﺗِﻲ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ، ﺛﻢ ﺃُﺗِﻲ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲﺀ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺍﺟﻠﺲ ، ﻓﻴﺠﻠﺲ ﻣﺮﻋﻮﺑًﺎ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ : ﺃﺭﺃﻳﺘﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻜﻢ؛ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﺃﻱ ﺭﺟﻞ ، ﻭﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﻻﺳﻤﻪ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﺤﻤﺪ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻗﻮﻻً ﻓﻘﻠﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻴﺖَ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﺖَّ ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗُﺒﻌَﺚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻳُﻔﺘَﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺏٌ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ، ﻓﻴُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺪَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺛﺒﻮﺭًﺍ ، ﺛﻢ ﻳُﻔﺘَﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻣﻘﻌﺪﻙ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺪَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻮ ﺃﻃﻌﺘﻪ ، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺣﺴﺮﺓ ﻭﺛﺒﻮﺭًﺍ ، ﺛﻢ ﻳﻀﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ ﺃﺿﻼﻋﻪ ، ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻀﻨﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ﴿ ﻓَﺈِﻥَّ ﻟَﻪُ ﻣَﻌِﻴﺸَﺔً ﺿَﻨْﻜًﺎ ﻭَﻧَﺤْﺸُﺮُﻩُ ﻳَﻮْﻡَ ﺍﻟْﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺃَﻋْﻤَﻰ ﴾ [ ﻃﻪ : ؛(([124 ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ " ﺍﻷﻭﺳﻂ ،" ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ " ﺻﺤﻴﺤﻪ " ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻪ ، ﻭﺯﺍﺩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ : ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ؛ ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ ، ﻗﻠﺖ ﻟﺤﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺔ : ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ : ﻛﺎﻥ ﺷﻬﺪ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻳﻘﻴﻦ ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﻴﻘﻮﻟﻪ ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ، ﺍﻧﻈﺮ : " ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ؛" ﻟﻸﻟﺒﺎﻧﻲ